عرفنا عيد الحبّ منذ سنوات قلائل .. لا أذكر قبل ما يزيد على الثمان سنوات أن الناس هنا يعرفون شيئاً يسمى عيد الحبّ .. ليس كلهم على أية حال ..
كان موجوداً في ديارٍ تستبيح كل شيء .. أو ديارٍ تكاد تشابهها ..
يشكل عيد الحب واحداً من ضمن أعياد النصارى المقدسة .. التي يحتفلون بها لأنها جزءٌ من دينهم المزعوم ..
ولو نظرنا لأعياد النصارى ومناسباتهم العامة .. وجدنا قاسماً مشتركاً لبعضها ..
مثلاً .. عيد الشكر ..
هو يومٌ معين من أيام السنة -الرابع من نوفمبر- خُصِّصَ ليشكر الله -جل وتعالى- على نعمه وأفضاله ..
عيد الحب (فالنتاين) ..
هو يوم خُصّصَ أيضاً للحب وتبادل المحبين للهدايا ذات اللون الأحمر ..
يعرفون شكر الله والحبّ في يومٍ واحدٍ فقط !
وباقي الأيام .. هل يخبؤون الشكر والحبّ في الخزينة !؟
لمّا طغت الحياة المادية البشعة على تلك المجتمعات التي أظلمت بالديانة الباطلة .. صارت هذه الأيام والمناسبات مهمة لديهم .. لأنها متنفس أرواحهم الوحيد ..
ونحن المسلمين .. نشكر الله في كل وقت .. قائمين وقاعدين ..
نحبُّ في كل وقت ..
ولا نحتاج إلى قسيسٍ أخرق ليحدد لنا يوماً لنعلن فيه عن حبنا وولهنا وشوقنا ..
إنّ من يزعم أن الإحتفال بمثل هذا العيد فيه شيءٌ من “الرومانسية” والحب الصادق .. لهو أكبر الحمقى ..
ليس من “الرومانسية” في شيء أن تخبّئ مشاعرك طيلة العام لتظهرها في يومٍ واحدٍ فقط ..
وليس من العشق أبداً أن تحصر هداياك الحمراء لمناسبةٍ واحدة .. وتدع باقي هداياك “الرمادية” لباقي الأيام ..
إن الحمقى الذين يحتفلون بهذا العيد لم يرتكبوا محرّماً أجمع أهل العلم على تحريمة فحسب ..
بل مارسوا كل أنواع الغباء لما حصروا حبّهم في يومٍ واحد ..
الحبُّ لا يعرف الحدود .. ولا الأوقات .. ولا المناسبات ..
الحبُّ في كل وقت .. وأيّ مكان ..
أن نفعل شيئاً لا نفعله إلا لأننا نرى الناس تفعل .. هذا من الحمق المركبّ ..
أنّ نسلّم أفكارنا وأفعالنا ومشاعرنا لما نراه في التلفاز أمرٌ غايةٌ في السخافة والسفه ..
فيا من أشترى دبّاً أحمر .. ويا من أقتنت وردة حمراء ..
لا تلوثوا الحبّ بالمظاهر الخرقاء ،،
<<
أجزمُ أن الكثيرين هنا -على أقل الأحوال- لا يحتفلون بهذا العيد الساذج ..
ولكنّها رسالةٌ يستطيعون حملها لمن يستحقها ..
وإمتثالاً لقوله تعالى (( وأمّا بنعمة ربك فحدث ))
فحمداً لك اللهم على أن حميت عقولنا من هذه السذاجة !
عذراً ..
انتهى اليوم المخصص للحب !
فضلاً ، أقفل قلبك .. وشكراً !